Enas_Elsherady

خيارات النظام المصرى بعد الإنتخابات الرئاسية كتب : إيناس محمود مصر على أعتاب إنتخابات رئاسية قادمة فى ظل وضع داخلى هش وضعيف ، على الرغم من القوة الأمنية البادية على السطح ،إلا أن النظام الحالى لايمتلك مقومات للبقاء طويلاً ، فقد سحق كل مقومات وإمكانيات إعاشته وموارده التى كانت من المحتمل أن تطول عمره . تشير جميع المؤشرات إلى أن هناك رغبة من رأس النظام الحالى لخوض الإنتخابات القادمة بدون أى منافس حقيقى ، وإقصاء أى مرشح محتمل قد يحظى ببعض التأيد ، وقد يبدو أيضا أن الأمر حُسم دولياً بشرط أن تمر الإنتخابات بهدوء ، فلا يعبأ أحد خارجياً بالأمر ماعدا بعضاً من الدعم الخليجى للرئيس الحالى ، وقد يبدو أيضاً أن الأمر داخلياً سيمر بهدوء وبلا مشاركة حقيقية وفعالة من أى طيف سياسى ، وسيتوج الرئيس الحالى رئيساً لفترة رئاسية قادمة ، ولكن هل سيستمر ... يواجه النظام الحالى معضلة حقيقية ، وهى إمكانية إستمراره ، يعتقد رجال النظام أن القوة الأمنية المفرطة كفيلة بإستمراره وإستقراره وبقائه طويلاً ، ولكن إذا حللنا عناصر إدامة وإستمرارية النظام السياسى ، سنجد أنها تشير إلى ضعف ويحمل عناصر سقوطه على عكس القوة الأمنية الظاهرة ، سنحاول هنا أن نطرح بعض العناصر بشكل عام وموجز فى عدة نقاط : - القوة الأمنية والقسر الذى تمارسه الدولة ، لايعنى هيمنتها ، وهنا يحضر قول جرامشى عالم السياسية ونظريته عن الهيمنه ، فالطبقة الحاكمة التى تقوم بإدامة سيطرتها فحسب ، بل تسعى لكسب الموافقة الفاعلة لأولئك الذين تحكمهم ، فالسلطة الحاكمة لايمكنها الإعتماد فقط على القوة القسرية للدولة ولا قوتها العسكرية والأمنية ، بل بإمكانها إقناع المحكومين بقبول منظومة معتقدات الطبقة الحاكمة ويشاركوها قيمها الإجتماعية والثقافية ، أما النظام الذ يعتمد على قوته الأمنية والعنف وقوة السلاح للحصول على الخضوع والقبول الظاهرى ، فهو نظام بدائى وضيق وعاجز عن تحويل السيطرة الأمنية لهيمنة . - الإدراج والإقصاء السياسى والإجتماعى والإقتصادى للكتل الإجتماعية كأحد معايير الشرعية والهيمنة ، فالنظام غير قادر على ضم وإدراج أكبر للطبقات الإجتماعية المختلفة التى تجعل من شرعيته وهيمنته أكثر توطيداً وقبولاً ، وهى متعلقة بفرص الحصول والوصول للموارد والحقوق والعدالة وتحسين شروط المشاركة المجتمعية . عمل النظام خلال السنوات الماضية القليلة من عمره على توسيع دائرة الإقصاء إلى الحد الذى أقصى فيه الطبقة التاريخية الداعمة للدولة وللأنظمة السابقة ، مارس ضدها الإقصاء بأنواعه سياسى واجتماعى والإقتصادى الأشد وطأة وآلماً .لم يعد هناك كتلة إجتماعية كبيرة داعمة للنظام وسياساته وهذا لو تعلمون خطير جداً على مستقبل النظام ومدى إمكانية إستمراره . - عمل النظام على سد كل آفق أمام الشريحة الأكبر من المجتمع والتى يرتكز عليها إستمراره ، فعلياً لا آفق سياسى ولا إقتصادى ولا إجتماعى أمام الناس ، أى جعل ظهورهم للحائط ، وهذا يعنى أنه لم يبقى لهم مكتسبات يخشون فقدنها ، فعندما تضع الكتلة الأكبر من المجتمع للحائط إعتقاداً أن القوة والخوف سيد الموقف ، فأنت لاتجعل لهم شيئاً يخافونه لا إستقرار ولا أكل عيش ، فتدفعهم للعدمية بالمعنى الحرفى والتى قد ينتج عنها مالم يتوقعه أحد . - شراهة القتل الممارس ، جعلت من الدماء مشهداً مؤلفاً لدى الناس ، فلم يعد هناك خوف من الدماء أو القتل ، مشهد تصفية متظاهرى رابعة بهذا الشكل المتوحش ، جعل من فكرة القتل نفسها حلاً وصيغة مألوفة وعادية ، فلم يعد أحد يهتز للدماء أو يُفزع للقتل ، إنعكس ذلك على زيادة ملحوظة فى العنف الأهلى الممارس ومعدل ونوعية جرائم القتل التى كانت غير مؤلفة سابقاً . فإفراط النظام فى إستخدام القوة المتوحشة وإعتماد صيغة التصفية الجسدية كحل لخصوماته ومعضلاته السياسية والأمنية لن يزيد الشعب خوفاً بل كسر حاجز الخوف النفسى لديها من فقدان الحياة . - تزداد قوة النظام الأمنية والعسكرية تضخم ، وذلك يعنى أنها تزداد ضعفاً ، فهى تعتمد على الكم والإنتشار المتخضم لا على الكفاءة والحرفية فى تنفيذ مهامها ، مما يزيد من نقاط ضعفها وإختراقها بل وإنهيارها فى حال الأزمة ، فهى لاتمتلك غير مقومات القتل العشوائى ، ولعل الرجوع لتجارب الدول التى اعتمدت النظم السياسية فيها على القوة الأمنية المتضخمة كافى بإثبات صحة ذلك ، فلم تصمد أى قوة أمنية متضخمة أمام مواجهة حقيقية مهما طال أمدها . - إنعدام كفاءة رجال النظام وداعميه سياسياً وإعلامياً وإجتماعياً ،كان أحرى بالنظام أن ينتقى داعميه وواجهته وألا يكون فقيراً إلى الحد الذى يجعله يلجأ لنفس ذات الوجوه العديمة الذكاء والإبتكار التى كانت تشكل شبكة الدعم لنظام مبارك السابق ، كان على النظام أن يضخ وجوهاً جديدة تتميز بالذكاء والمهارة والقدرة على تقديم وتسويق النظام بشكل راقى ومبتكر ، فأحيانا رداءة السلعة تختفى أمام التسويق الجيد . - لم يحقق النظام إنجازات كبرى ، تمنحه القوة المعنوية للإستمرار ، بل مجرد أمنيات تم التسويق لها دون إنجاز فعلى على الأرض . - الدعم الخارجى لايعول عليه كثيراً ، فالخارج غير قادر على مواجهة الداخل المعقد المتشابك عند فقدان القدرة على الإستمرار والسيطرة .كما أن دول الخليج دخلت مرحلة بداية ضعف مركزها المالى نتيجة إنخفاض عائدات النفط وحرب اليمن فضلاً عن أنها هى الآخرى تبحر على مشاكل سياسية كامنه ليس مجالاً للحديث عنها هنا ، ستجعل من دعمها حدوداً لن تستطيع تخطيه . إذاً على النظام الحالى أن يدرك أن المسألة الحقيقية هى فى إستمراره وليس بإنجاز إستحقاق إنتخابى بدون منافسين ، لأن الإنتخابات الرئاسية ستمر بهدؤ وكما يريد لها النظام ، لكن ماذا بعد ؟ فهل يدرك النظام مأزقة الحقيقى ؟ أتمنى أن يكون هناك من رجال النظام من يدرك حقيقة ماهم مقبلين عليه .

About

Username
Enas_Elsherady
Joined
Visits
1
Last Active
Roles
Member

Activity

  • Not much happening here, yet.
Avatar

Welcome!

Please sign in to your OneAll account to ask a new question or to contribute to the discussions.

Please click on the link below to connect to the forum with your OneAll account.